12 Dec 2024

صدمات تجنب المرور بها

كتابة

آلاء البيقاوي

Shocks to avoid
Shocks to avoid
Shocks to avoid

نميل جميعا لسماع قصص وتجارب من سبقونا عند البدء بخطوة أو تجربة جديدة بالحياة، تحديدا في رحلة خوض التجارب المحورية مثل الزواج والسفر وتغيير العمل والبدء بمشروع خاص، هنا في هذه المقالة سأحاول تلخيص أهم الصدمات التي تواجه رواد الأعمال في السنة الأولى من إطلاقهم لمشاريعهم، وذلك بعد أن قمت بمرافقة وإنجاح عشرات المشاريع حول العالم وشهدت معهم تلك الصدمات وتجاوزناها.


هدفي من هذه المقالة ليس إضافة توتر وقلق جديد عليك في هذه المرحلة، إنما الفهم الأعمق والواقعي لهذه الخطوة، وهو ما سيعطيك بطبيعة الحال ثقة أكبر، لأن ما ينتشر حولنا على مواقع التواصل الاجتماعي من قصص نجاح ومحتوى متناثر هنا وهناك يعطي الناس تصورا بأن البدء بمشروع خاص يقتصر على مبلغ مالي وحساب انستغرام، لكن الواقع مختلف كليا...


هنا أهم ست صدمات يمر بها رواد الأعمال:

المال، فأنت لن تحصل على راتب حتى!

يتوقع الرياديون الجدد نظراً لعمل جزء منهم كموظفين، أنهم سيحصلون على راتب ثابت أو أن المشروع من البداية سيكون فيه الوفرة المالية التي تتيح سحب الأموال، وهذا تصور خاطئ لأن المشروع في البدايات يحتاج كل إيراداته لتبقى فيه وصرفها على تطويره وتحسينه وترتيب كل الجوانب فيه، ما يجعل وضع التزامات مالية مثل راتب حتى لصاحب المشروع صعبا جدا في الأشهر الأولى وحتى أحياناً لمدة أطول من ذلك. لذا النصيحة الأهم في هذا الجانب أن يكون صاحب المشروع واعياً للمسؤوليات المالية، وأن يكون لديه مدخرات تكفي مصروفه والتزاماته الشخصية حتى لا يّشكل عبئاً مالياً إضافياً يمكن أن يحول دون تطور مشروعه ونموه.


لن يدعمك أحد كما كنت تتوقع!

يواجه رواد الأعمال مشكلة عدم شعورهم بدعم محيطهم عند بداية مشروعهم الريادي، فمثلا تجد أن المحيط سينهال عليك بالعديد من الأسئلة أهمها: هل فعلا ستتمكن من ذلك؟ هل تدركين أنك ستخسرين وقت مع عائلتك؟

الريادة بحد ذاتها رحلة خروج عن القواعد السائدة وبها درجة مخاطرة لا يمكن إنكارها، ما يجعل محيطك يميل لتحذيرك أكثر من تشجيعك ودعمك، وهنا تسأل نفسك السؤال الأهم في رحلة ريادتك: لماذا بدأت مشروعي أساساً؟ صدقني إجابتك ستكون أكبر دافع وداعم لك.

وبما أنك فكرت ببدء هذه الرحلة فلديك من الشجاعة ما يكفي لدعم نفسك، والبحث عن مجتمعات وأوساط تحمل نفس طموحاتك وأفكارك، وتجعلك تستشعر أهمية مشروعك على الصعيد الشخصي والمجتمعي.


الوقت، تحتاج أكثر من 9 ساعات يومياً

ينصدم رواد الأعمال بالوقت والساعات التي يحتاجون ليعملوا بها عند بدء مشاريعهم الخاصة بسبب الخرافة المنتشرة أن المشروع الخاص لا يحتاج وقتاً مثل الوظيفة العادية. الحقيقة والواقع أن الموظف يقضي في الغالب ثمان أو تسع ساعات يومياً وهو يفكر في عمله، بينما الريادي تحديدا في البدايات يكتشف أنه يحتاج إمضاء وقتٍ طويلٍ في ترتيب جوانب المشروع وتنظيمه يمكن أن يصل إلى 12 ساعة يومياً وأكثر، وحتى مع ذلك سيشعر أنه هناك المزيد من العمل والوقت اللازم لإنجاز مهام المشروع, من الطبيعي والمنتشر أن يكون تفكير وانشغال الريادي مع مشروعه حتى لو كان في إجازة، لأن المشروع هو كل اهتمامه ويسعى لإنجاحه بكل السبل حتى يتطور المشروع ويصل للاستقرار الذي يطمح له الريادي الناجح.

وهنا أحب أن أؤكد على فكرة أن مشروعك نعم سيعطيك الحرية الزمانية التي تسعى لها، وستصل لمرحلة تعمل بها لساعات قليلة باليوم، لكن لنكن واقعيين، هذا صعب في البداية، البداية هي وقت التأسيس والتثبيت للمشاريع.


المنافسون والعلاقة المتناقضة معهم!

ينظر غالبية رواد الأعمال الجدد إلى المنافسة كونها عاملاً سلبياً بحتاً يحول دون تفرّد المشروع ونجاحه. الفكرة هذه ليست صحيحة تماماً؛ هذه نظرة محدودة لمفهوم المنافسة فعندما تتكون الخبرة في السوق يجب أن يكتشف الريادي أن المنافس القوي هو حافز للتقدّم وأنه مصدرٌ للتعلم والخبرة في المجال، فلولا منافسك لما شعرت بالحاجة لتطوير منتجك وخدماتك، ولما عرفت كيف تتفرد في مزايا مشروعك، وما كنت فكرت في نقاط ضعفك وسعيت لتحسينها.

ومن جهة أخرى ينصدم رواد الأعمال بأهمية التطوير المتسمر للمشروع والسعي للتميز، بل للتفرد في الخدمات والمنتجات، وذلك نتيجة حتمية لوجود المنافسة وتعدد الخيارات أمام العملاء المستهدفين.


بناء العلاقة مع العملاء أهم من البيع

بناء ثقة العملاء بمشروعك شبيه ببناء الثقة في العلاقات الاجتماعية، الموضوع معقد ومقسّم لمراحل لأن عملية الشراء والاقتناع بالنتائج، وبعدها الولاء، تحتاج فهماً لقيمة المنتج، واليقين بأن القيمة التي تضيفها للعميل تستحق كل ما دفعه في سبيل الحصول عليه، وبناء الثقة صعب لأنها شعور وليست شيئا محسوسا، لا يتكون فقط بامتلاكك منتج أو خدمة بجودة عالية وممتازة، بل يتعدى ذلك ليصل للإحساس الذي يمنحه منتجك للعميل وكيف يحل مشكلته.

لذلك على رواد الأعمال الجدد الخروج من النظرة التقليدية للعلاقة بينهم وبين العميل وتلخيصها بأنها علاقة بائع ومشتري، وعليهم فهم أن العميل في الوقت الحالي -ومع تجدد وسائل الإقناع ووفرة المنتجات والخدمات- يحتاج شعوراً وقيمة ليست فقط مادية، تُقنعه بأن يشتري منك دوناً عن سواك.


الريادة ليست رحلة ممتعة دائماً!

كما توجد الحرية المالية والمكانية والزمانية، توجد المشاكل والتحديات، رحلة الريادة مليئة بلحظات تجعلك تعيد التفكير في مشروعك، ولماذا بدأته؟! وهل فعلا كان قراراً صائباً؟!، كل هذه الأسئلة تعني أنك تخوض التجربة الحقيقية للريادة، ولا تعني أنك لا تتقن ما تفعله، وأن قرارك في بدء مشروعك كان خاطئاً.

هذه التخبطات تظهر جانبا مميزاً في الريادة، وهو وجود نافذة دائمة للتحسين والتطوير والفرصة الثانية، عند المرور بهذه المشاكل والتحديات، الأصح أن تأخذ وقتك في فهم المشكلة، ومحاولة إيجاد حلٍ لها من خلال الاستعانة بذوي الخبرة والاختصاص، لأن تصحيح الخطوة الخاطئة مربحٌ أكثر بكثير من التخلي عن الحلم والطموح.


كل هذه الصدمات هي تحديات يمكن تجاوزها عندما توقن أنها جزء من الرحلة ستستمتع بها، وتعيشها بكل تفاصيلها، وهذا ما يميز عالم الريادة، أنك أنت من اخترت الطريق! وبسعيك ترسمه وتحقق نجاحك... فنصيحتي الأهم لك في بداية رحلتك الريادية مع مشروعك، هي أن تختار الموارد الصحيحة لمعلوماتك، وتأسيس مشروعك بعناية وجودة عالية، تماما كما تختار أفضل المواد الخام لمنتجاتك، و أفضل مصادر الخبرة لخدماتك.


جاهزة لنكتب صفحة جديدة لمشروعك؟

تواصلي معي أو احجزي استشارة مباشرة

احجـــزي استشارة

جاهزة لنكتب صفحة جديدة لمشروعك؟

تواصلي معي أو احجزي استشارة مباشرة

احجـــزي استشارة

جاهزة لنكتب صفحة جديدة لمشروعك؟

تواصلي معي أو احجزي استشارة مباشرة

احجـــزي استشارة

انضم للنشرة البريديّة لتصلك مقالاتي عن ريادة الأعمال للمشاريع الناشئة

ala@pivotconsultation.com

جميع الحقوق محفوظة 2024 آلاء بيقاوي - موقع عمل محمّد الحكيــــــم

انضم للنشرة البريديّة لتصلك مقالاتي عن ريادة الأعمال للمشاريع الناشئة

ala@pivotconsultation.com

جميع الحقوق محفوظة 2024 آلاء بيقاوي - موقع عمل محمّد الحكيــــــم

انضم للنشرة البريديّة لتصلك مقالاتي عن ريادة الأعمال للمشاريع الناشئة

ala@pivotconsultation.com

جميع الحقوق محفوظة 2024 آلاء بيقاوي - موقع عمل محمّد الحكيــــــم