بداية أؤكد لك أن هذا الشعور طبيعي، ويرافق كل رائد أعمال وصاحب مشروع بشكل متكرر، نظرا لكمية المسؤوليات والمهام التي يجب عليك يوميا التفكير والقيام بها.
أفهمك! أهمها مبيعات المشروع، والعائد المادي، ومصروفات المشروع غير المنتهية، والخطط المستقبلية، والأفكار الإبداعية المطلوبة ..
بمقالتي هذه اليوم أشاركك تجربتي بكيفية تعاملي مع هذا الشعور حينما يزورني، وسأشاركك أيضا مجموعة نقاط مفيدة على المدى البعيد للتقليل من تكرارية هذا الشعور.
تتلخص التجربة في التعامل اللحظي مع هذا الشعور بهذه الثلاث نقاط الرئيسية:
الفصل عن المشروع:
أتفهم أنك تضحك الآن وتقول أن الفصل مستحيل .. نعم، صعب، لكنني لا أقول لك أنك يجب أن تأخذ إجازة في المالديف لأسبوع، ببعض الأحيان تحتاج أن تفصل ليوم، أو ساعتين فقط، هذا ضروري لتشحن طاقة كافية لك وللمشروع.
أخطط شهريا ليوم أو أيام (حسب ضغط العمل) أفصل بها تماما عن السوشيال ميديا والعمل، وعندما أحس أنني مثقلة أعطي لنفسي كامل الصلاحية أن أتوقف عن العمل.
المجهود البدني:
مارس أي نشاط بدني تستطيع من خلاله تحريك الدورة الدموية في جسمك، فالحركة معجزة حقيقة لتهدئة جهازك العصبي وتغيير مزاجك، ممكن أن تكون بالمشي أو تمارين رياضية في الجسم أو الرقص ..
بالنسبة لي المشي بالخارج هو المجهود البدني المفضل عندي لتجاوز هذا الشعور.
الكتابة:
وهنا السحر، بعد النشاط البدني أفضل وقت لتمسك ورقة وقلم وتكتب ما تشاء، وستستغرب أن حلول العديد من المشاكل ستراها أمامك أثناء الكتابة، ولتسهيل المهمة عليك، فكر واكتب بالتالي:
ما هي الأمور التي تزعجني الآن بالعمل؟
ما هي الحلول الممكنة لهذه المشاكل؟
ما هي المهام التي يجب أن أقوم بها هذا الأسبوع؟
ما هي المهام التي يجب أن أقوم بها هذا الشهر؟
ما هي الأفكار التي أتخيل أن المبيعات ستزيد من خلالها؟
اكتب وتأمل السحر
ما سبق كما ذكرت لكم هو للتعامل الآني مع الحالة .. لكن من الصحي والعملي أن تكون هناك بعض الممارسات والطرق الروتينية على المدى البعيد والتي تساعدك على تنظيم أفكارك بشكل أفضل، وبالتالي التقليل من تكرارية هذا الشعور المزعج والمعطل للعمل،
هنا أهم الحلول طويلة المدى لهذا الشعور:
أولا: الوضوح
ويبدأ ذلك بوضوح الرؤية والهدف الأكبر في مشروعك والإجابة على سؤال لماذا (لماذا بدأت مشروعك الخاص؟، لماذا تسعى في كل يوم لنشر خدماتك ومنتجاتك؟..) هذه الإجابات ستساعدك في الأوقات الصعبة، وستتذكر دوما الغاية من كل هذا، ويتبع ذلك بالطبع طريقة وكيفية تحويل هذه الغاية لخطط شهرية وأسبوعية ويومية.
ثانيا: الواقعية
ظروفك وحالتك النفسية وما تمر به من تغيرات وغيرها تمثل مسارك في المشروع، فليس من الصحيح أبدا النظر لكل هذه الجوانب على أنها تحديات يجب التغلب عليها، بل يجب التكيف معها ومعرفة طريقة وكيفية العمل المناسبة لك .. أنت وحدك بعيدا عن التنظيرات التي تراها بكل مكان.
ثالثا: ترتيب الأولويات
هناك مقولة سمعتها غيرت طريقة تفكيري كليا بالأولويات والأهداف وهي: " إن كان لديك أكثر من ثلاث أولويات فليس لديك أي أولوية" .. عبارة صادمة .. صحيح؟
يخطئ غالبية رواد الأعمال في التخطيط للكثير من الأهداف والمشاريع والأفكار .. لكن عندها يسأل نفسه بكل صراحة: ما هي أبرز ثلاث أولويات؟ .. يتفاجأ بعدم واقعية كل ما تمت كتابته من أهداف وخطط، هذه مشكلة متكررة جدا عند الطموحين في هذه الحياة.
رابعا: طلب المساعدة
يعتقد الكثيرون من رواد الأعمال وربما أنت منهم، بقدرتهم على فعل كل شيء وأي شيء .. والدافع غالبا هو توفير التكاليف وانتظار تحقيق المبيعات أولا، ثم البدء بالتوظيف وطلب المساعدة، للأسف، طريقة التفكير هذه تؤخر نمو المشروع، وتحبسك بين مهام وحمل ثقيل يحتاج أشهرا للانتهاء منه.
حاول التركيز على المجالات والمهام التي تبدع فيها داخل مشروعك وفوض الباقي، ستري بعد مدة قصيرة أثر ذلك المباشر على المبيعات ونمو المشروع.
أتمنى أن تكون هذه المقالة مساعدة لك إن كنت مثقلا الآن أو عادة ما تحس بهذا الشعور، هذه الخطوات والنصائح أقوم بها منذ سنوات، ونصحت العديد من أصدقائي رواد الأعمال بها، وكانت لها نتيجة مذهلة ومريحة .. وتذكر دائما أن الأهم من التعامل اللحظي مع هذا الشعور، هو التفكير بشكل أعمق وأشمل لتقليل تكراريته على المدى الطويل.
